بسم الله الرحمن الرحيم
للقراء الكرام الذين يرغبون في فتح ملف كتاب الانفاق في سبيل الله الذي يحتوي على جميع او اغلب الايات الشريفة التي نزلت حول هذا الموضوع المهم و الحساس في حياة البشر و اقتصاد الناس يرجى الضغط على الرابط التالي:
الحمد لله رب العالمين و صلى الله على سيدنا و نبينا محمد و اله الطاهرين
اما بعد, ان كل انسان مؤمن عندما يتلو الايات و السور المباركات في القران الكريم, ذلك الكتاب المقدس المنزل من الله رب العالمين على رسوله نبينا محمد صلى الله عليه واله و سلم و يتدبر فيها سيتمكن ان يعرف و يميز المواضيع التي يبحث فيها القران المجيد وما يطلبه من المؤمنين و المؤمنات ان يعملوا بها كواجبات شرعية و واجبة كالصلوات اليومية لجميع المكلفين او دفع الزكاة و الخمس و اداء الحج و الصيام و الامر بالمعروف و النهي عن المنكر و التولي لاولياء الله و التبريء من اعداء الله و رسوله و اهل بيته عليهم افضل الصلاة و السلام و غيرها الواجبة على المكلفين و المستطيعين.
الانفاق هو من الامور و الاعمال التي اكد عليها القران الكريم و هو اكثر من الشكل التطوعي و الاختياري و ياتي كاستمرار للزكاة و الخمس لانه جاء ذكره في القران الكريم بشكل فعل امر (انفقوا) مما يوحي بانها واجبة على الاغنياء و المستطيعين. طبعا تشخيص حكم الوجوب او الاستحباب في امر الانفاق من اختصاص الفقهاء الاجلاء و انا طبعا لست منهم. لكن بنظري القاصر على الاقل الانفاق ياتي العمل به شبه واجب او (واجب احتياطا) على المستطيعين. و يكون تطوعيا و رغبة منهم (استحبابا) بالنسبة للذين ليسوا باغنياء و لا فقراء (متوسطي الحال وعلى قدر استطاعتهم) و الامر هنا ياتي بشكل دفع الصدقات التي يشجعنا القران الكريم بالعمل بها تقربا الى الله تعالى و للزيادة في العمل بالحسنات و التكفير عن السيئات. هذا الامر يعني الانفاق على شكل دفع الصدقات و غيرها ياتي اضافة الى العمل بدفع الزكاة و الخمس الواجبة على المستطيعين و لا يغني عنهما.
جاءت ايات الانفاق المباركات بالفاظ متعددة مثل “انفقوا مما رزقكم” او “المصدقين و المصدقات ….” او “اقرضوا الله قرضا حسنا ….” و غيرها من الالفاظ التي سنذكرها في ضمن البحث في هذا الكتاب الذي اهديه الى سيدنا و مولانا صاحب العصر و الزمان الامام الحجة القائم (عج) و ثوابه الى روح والدي المرحوم الحاج عبد الرسول الخياط الكربلائي و المرحومة والدتي اللذان علماني القران الكريم و ربياني على ما أمرني به ربي في كتابه المنزل و اتباع سنة نبينا محمد (ص) و سنة أولاده و أوامر الائمة الطاهرين و المعصومين من اله عليهم افضل الصلاة و السلام.
في البداية لنعلم ماهوتعريف الانفاق او ما المطلوب من الانفاق؟
اصل الكلمة جاءت من (الجذر الثلاثي) نفق (فعل ماضي بالفتح على جميع الحروف – مثل نفق المال بمعنى نفد المال و ذهب او نفقت البضاعة بمعنى راجت البضاعة و رغب فيها و المضارع ينفق بفتح الياء) او نفق (الاسم بالفتح على الحرف الاول و الثاني و السكون على القاف) بمعنى الحفرة او الفراغ مثل النفق كالنفق الذي يحفره الارنب في الارض ليسكن فيه و جمعه انفاق بفتح الحرف الالف. اما الاصطلاح الذي ورد في القران الكريم فقد جاء من باب أفعل (فعل ماضي مزيد بالفتح على جميع الحروف ما عدا الفاء يكون ساكنا) يفعل (فعل مضارع مزيد بالضمة على الياء, سكون على الثاني و كسرة على الثالث و ضمة على الاخير) و مصدره افعال (مصدر هذا الفعل بالكسرة للحرف الاول و سكون على الفاء) و حسب هذا الوزن, فعل (نفق) يصبح (انفق – ينفق – انفاق) بمعنى هو يملأ الفراغ و الحفرة والنفق الحاصل في المجتمع بين الفقير و الغني. لهذا القران الكريم يضع هذه المسؤولية على الاغنياء و الحكومات العادلة و الحاكم العادل و يطلب منهم املاء هذا الفراغ و الحفرة واقامة العدل و القسط بين طبقات الناس و لا يتركوا الفقراء حيارى من امرهم ليمدوا ايديهم للتسول او يعيشوا في الذل و المسكنة او يقوموا بالسرقة و القيام بالاجرام و القتل. فالمطلوب من الحكومات المسلمة هو تامين الحاجات الاساسية و الاولية و الواجبة لاقامة العدل بين جميع طبقات المجتمع الانساني قبل الاسلامي (بغض النظر بأن الفقير و المحتاج كان مسلما او مسيحيا أو غير ذلك) كالصحة العامة و التامين الاجتماعي و التعليم المجاني الاجباري و السكن و غيرها خاصة للطبقات الفقيرة و مساعدتهم في معيشتهم و حياتهم الكريمة.
بعض الباحثين يصف المنفقين هكذا:
المُنفقون كـالشهداء بأنهم: “لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”.
فقمت وبحثت في القرآن الكريم عن صحة هذا الكلام لقيت أن “لا خوف عليهم ولا هم يحزنون” جاءت فعلا في حق الشهداء والمُنفقين.
جاءت مرتين في حق المُنفقين في سورة البقرة: ففي الآية 274:
“الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ “
قال تعالى: وفي الآية 262
“ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ لَا يُتۡبِعُونَ مَآ أَنفَقُواْ مَنّٗا وَلَآ أَذٗى لَّهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ”.
وجاءت في حق الشهداء في الآية 170 من سورة آل عمران: “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”.
وكانت أول مرة أنتبه للتشبيه:
المُنفقون كـالشهداء .. “لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”.
لمتابعة بحث الانفاق يرجى الضغط على اسم الكتاب: الانفاق في سبيل لله اىناه:
لأجل الرجوع الى الصفحة الأصلية لمتابعة موقع تاريخ كربلاء المقدسة يرجى الضغط على الرابط التالي:
آدرس